هل تجرؤ الزوجة السعودية على مغازلة زوجها بصراحة؟ وهل يشجع الزوج زوجته على مثل هذه الأمور أم في الغالب يستنكرها منها؟
وهل تخجل الزوجة من الأمر ما قد يضطر
الزوج لطلب بعض العبارات الحسية منها لتشعره برجولته؟ هل من الممكن أن يكون هذا الموضوع محور نقاش بين الزوجين قد يعلم كل منهما ما يحتاجه الآخر ويريده، لاسيما في الأوقات الحميمة ليشعر بنتائج أفضل؟؟
حول هذه التساولات الحساسة تقوم "سيدتي نت" بالتعاون مع المستشار في العلاقات الأسرية عبد الرحمن القراش بتزويدكِ بالإفادات الآتية:
بداية سألنا القراش لماذا لا يساعد بعض الأزواج زوجاتهم في إبداء المغازلة الصريحة لهم لاسيما في اللحظات الخاصة؟ فأجاب: "في مجتمعنا العربي وأخص بالذكر منها
الزوج الخليجي، وأحدده أكثر بمجتمعي
الزوج السعودي تعدّ فيه جرأة المرأة دلالة واضحة وصريحة على (وقاحتها وسوء تربيتها)
في نظر أغلب الرجال وذلك بسبب ما تربى عليه المجتمع من معتقدات وتقاليد متحجرة قد عفى عليها الزمن، وأقصد أيها الأحبة بالجرأة في غرفة النوم وتعاملها مع
الزوج الخليجي برقة ورومانسية؛ لأنّ ذلك يبين لنا مدى جهل كثير من الرجال في عدم التفريق بين ثقة المرأة بنفسها وعطائها وبين الوقاحة الحقيقية، البعض يقول: "هذا كان منذ زمن الآن الناس تغيرت وتفتحت وتطورت"، لا أنكر ذلك ولكن كم عدد الذين تطوروا وأثّر فيهم العلم؟
أنا لا أريد أن أكون ظالماً لمعشر الرجال، ولكنني أتكلم بما يدور في مجالسهم من نظرتهم للمرأة التي تريد امتاع زوجها بصدق، وأنّ الأغلب منهم يخاف أنّ ابتكارها للرومانسية والجرأة دلالة على ماضيها الأسود واطلاعها على البلاوي الزرقاء إن صح التعبير.
والمشكلة الأكبر أنهم لم يبحثوا عن الجماليات والجوانب الإيجابية في زوجاتهم، بل يبحثون عنها خلف شاشات الإنترنت وعبر أثير الجوال، فيذوبون عشقاً وهوى خلف الأوهام، وعندما يعودون لأعشاشهم يصطحبون لبيوتهم تلك الصور السيئة عن النساء السيئات لزوجاتهم العفيفات فيحدث الشك في كل تصرف تقوم به الزوجة المسكينة".
أما حول ما يجب فعله فيرى القراش أنّ الثقة في النفس وتقدير الزوج شرط لتمتع المرأة بالجاذبية، التي لا تلغي الأنوثة بل تعني الجرأة في حدود المقبول، وهذا الذي نريده لكل زوجين بشرط أن يكون حسن الظن من قبل
الزوج الميسور في زوجته واضحاً فيما تقدمه؛ لأنّ سوء الظن سيدمر المعاني الجميلة داخل الأنثى ويجعلها بقايا وردة ملقاة ليس لها عطر...
وللأمانة كثير من الزوجات يفهمن أنّ الرومانسية قائمة على مدى عنايتها بغرفة النوم، وما يدخل في مفهومها من ورود وشموع وألوان حمراء وزهرية وتقول: "تعبت وأنا كل ليلة أتزين لرجل لا يقدر تعبي ولا يعرف كيف يعاملني". لا شك أنّ عمل المرأة بما سبق مجهود تشكر عليه ولكن ألا تعلم بأنّ الملل ربما يتسرب لقلب الرجل فيبدأ بتملل من هذا الوضع ويبحث عن حنان ودلع من نوع آخر، لأنّ الرجل (طفل كبير) ويحتاج إلى الحنان باستمرار.
وأخيراً يشير القراش إلى أنّ سر السعادة الحقيقية هي بالانسجام التام والمؤازرة بكل الظروف تمامًا كالجسد وأعضائه المجبولة على خدمته وراحته، يظل الرجل تائهاً من دون هدف أو مستقبل حتى يلتقي المرأة التي تأسره.
ولا يتقدم في حياته إلا بعدما تمنحه الأمان، الأمان من حُب غيره، الأمان من الفراق، والأمان من الغضب عليه حتى يمتزجان تمازجاً تاماً. ولا تكتمل أنوثة المرأة بتصوري إلا بعدما يتحول حبيبها أمامها إلى طفل يستمتع بتكرار أخطائه أمامها، وتستمتع هي بمتابعة عرضه لها. فالرجل يُحب المرأة التي تُشعره بأنه ملك، ويحكمها كالمملكة.
همسة للزوجة:
فيما يتعلق بحياتكِ مع زوجكِ وبحياتكما الخاصة، كوني معه صريحة ومكشوفة فإنّ الزوجة للزوج بمنزلة اللباس الذي يلاصق الجسم ويستر العورات، ويقول الإمام الصادق: (خير النساء التي إذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحياء).
وبالمناسبة على الزوجة أن تعلم أنها إذا طُلبَ منها أن تستحي من زوجها فإنّ حياءَها مطلوب في كل ظرف إلا في الفراش فإنّ عليها أن تكون كما يحِبُّ زوجها.
والحقُّ أنّ أغلب الأزواج يحبون لزوجاتهم أن ينزعن لباس الحياء في الفراش؛ فالمرأة مطلوب منها في الفراش أن تتحدث مع زوجها، وأن تضحك معه وأن تلعبَ معه وأن تُعبرَ له عما تحِبه منه وأن تسأله عما يحبُّه منها، وليس في ذلك أي عيب من الناحية الشرعية- حتى ولو قال المجتمع خلاف هذا- بل إنّ هذا سيعدّ لها بإذن الله عبادة لها أجر، ما دامت ترضي زوجَها به.